تقليص الصراع" التي صكها ميخا غودمان في كتابه "مصيدة 67" (ح2)

تقليص الصراع" التي صكها ميخا غودمان في كتابه "مصيدة 67" (ح2)

  • تقليص الصراع" التي صكها ميخا غودمان في كتابه "مصيدة 67" (ح2)

افاق قبل 2 سنة

تقليص الصراع" التي صكها ميخا غودمان في كتابه "مصيدة 67" (ح2)

اعداد وتقرير المحامي علي ابوحبله

 

بالعودة إلى مفهوم "تقليص الصراع" التي صكها ميخا غودمان في كتابه "مصيدة 67"، ما هي العناصر الأساسية التي تنطوي عليها وبماذا تختلف عن فكرة "إدارة الصراع" و"السلام الاقتصادي" اللتين جرى تداولهما حتى الآن؟ وفي هذا يذكر أن هناك جمعية جرى تسجيلها مؤخرا تحت اسم "تقليص الصراع" ولها موقع على الإنترنت، وهي تقوم بالترويج للفكرة. أما الفكرة ذاتها، فهي تنطلق من أن تقليص الصراع يتم من خلال خطوات صغيرة جدا، لكنها متلاحقة ومتراكمة بحيث نستطيع أن نرى على المدى المتوسط تغييرا كبيرا.

هي لا تقوم على طرح خطوة كبيرة وواضحة، بل مجموعة خطوات صغيرة مثل زيادة عدد العمال، تفعيل نظام ضريبي الكتروني، إزالة حاجز هنا وشق طريق هناك، وهذا سيُحدث على مدى أشهر وسنوات "تغيير جذري" في حياة الفلسطينيين.

 وفي التدقيق في الورقة التي أصدرها "مدار" ميزنا بين "حل الصراع" و"إدارة الصراع" و"تقليص الصراع"،  وترسم تعامل إسرائيل مع  القضية الفلسطينية ؛ فمنذ عام 1991 وحتى 2009 كان يندرج تعامل إسرائيل تحت ما يمكن تسميته بنموذج "حل الصراع"، وهذا النموذج كان يقوم على أن إسرائيل تعترف بأنه يوجد احتلال بالفعل، وأن هذا الصراع يجب حله، وأن الحل يكون بإقامة دولة فلسطينية.

وبغض النظر عن شكل ومضمون الدولة والتباينات الإسرائيلية الفلسطينية حولها، إضافة إلى المراوغة الإسرائيلية في تنفيذ هذا الحل، لكن أمام المجتمع الدولي وأمام الفلسطينيين كان مفهوما أن إقامة دولة فلسطينية هو شيء قابل للتطبيق ضمن شروط معينة.

إلا أن هذا المنطق تبدل في فترة حكم نتنياهو الثانية، أي منذ العام 2009 حيث بدأت الحكومات الإسرائيلية تدعي أن فكرة الدولة الفلسطينية غير قابلة للتنفيذ وهي ليست إمكانية واقعية، وأخذ هذا النموذج يتلاشى ويحل محله نموذج "إدارة الصراع".

ولكن حتى ضمن منطق "إدارة الصراع" بقي مفهوم الدولة الفلسطينية حاضرا نظريا، بمعنى أن تعامل الإسرائيليين مع الفلسطينيين بقى ضمن مفهوم حل الدولتين مع الإشارة إلى أن الدولة الفلسطينية ليست إمكانية عملية، ولكن الفلسطينيين يستحقون دولة.

إدارة الصراع لم تعد تعني تجميد الوضع، بل إن إسرائيل استخدمت كل أدواتها وقامت بخطوات دراماتيكية، من إقامة مستوطنات وتوسع استيطاني لإحداث تغيير وفرض حقائق جديدة على الأرض من شأنها أن تحول الانسحاب الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية إلى أمر غير قابل للتطبيق.

وقد شهدت تلك الفترة تغيرات كبيرة على الأرض وكانت تقوم على مفهوم "سلام اقتصادي" في الجوهر، وهو مفهوم يبتغي إحداث تغييرات في العلاقات الاقتصادية، تغري الفلسطينيين ماديا وتشبك العلاقات الاقتصادية معهم، وتجعلهم غير قادرين على فك الارتباط مع إسرائيل من منطلق الحفاظ على مصالحهم الاقتصادية، وبهذه الطريقة يتم إجهاض الدولة الفلسطينية.

التعليقات على خبر: تقليص الصراع" التي صكها ميخا غودمان في كتابه "مصيدة 67" (ح2)

حمل التطبيق الأن